لن أطيل عليكم، الشيء ماهو إلا عملية "ليزك أو Lasik" العيون. نعم كنت ألبس النظارات دائماً وكأنها عكازات لا أسير بدونها! كان درجة ضعفي للعين كبيرة لدرجة إنني لا أميز وجه أي شخص يبعد عني متراً واحداً فقط! أهو بنت أم ولد؟
الحمد لله على كل حال، فإن الطب قد تطور وأصبح أسهل. وكل هذا بفضل تقنية الليزر.
بداية القصة، كنت متردداً في إجراء تلك العملية لوحدي. لم يكن المال والألم عائقان لي في ذلك الوقت بل كان الخوف يتعلق بنجاح العملية. بل زال ذلك الخوف بعد زيارتي للدكتور "الجشي" دكتور عيون في مستشفى سعد التخصصي بالخبر.
قبل الزيارة إلى المستشفى، إستشرت أخي علي آل بن الشيخ في إجراء تلك العملية (لأنه هو الآخر يلبس النظارة). وذلك بعدما نصحني أخي مرتضى النصر والذي كان يعمل في المستشفى في ذلك الوقت وقد أجرى هو الآخر العملية مجاناً لأنه من منسوبي الشركة. يا بخت إللي يشتغل في سعد.
كنا - علي وأنا - خائفين من نتيجة إختبار الفحص. تخيل معي كيف أخذ مدة إختبار فحص العملية أكثر من ثلاث ساعات! وقد وعدنا الدكتور قبل إجراء تلك الفحصوات بأن العملية لا تستغرق أكثر من ربع ساعة!
نعم نعلم ذلك ولكن لماذا كل هذه المدة من الفحوصات؟ بالرغم من إن بعض المستشفيات المعروفة مثل "مستشفى المغربي للعيون" يأخذ فترة الفحصوات في ساعة ونص! رد علينا الدكتور معللاً بأن المستشفى يخضع إلى إختبارت جودة صارمة شبيه بشاهدات أيزو العالمية.
بعدها والحمد لله إجتزنا الإختبار بنجاح وقد حدد لنا نحن الإثنين لعملية الليزك. لأن هناك أنواع كثير من علميات الليزك والليزر للعيون. والدكتور هو المخول الأول والأخير في إختيار العملية المناسبة بعد إجراء الفحوصات.
دعني أذكر الإختبارات إذا مانسيت شيئاً:
- فحص نظر عادي عن مدى حدة بصرك وذلك عبر اللوحة التقليدية والمعروفة.
- فحص رؤية الألوان.
- فحص مدى سماكة القرنية.
- فحص ضغط العيون. يتم إجراء هذا الإختبار بوضع جهاز مثل القلم بملامسة العين! طبعاً بعد التخدير الموضوعي للعين!
- فحص إنحراف العين. قبل إجراء الفحص، يجب عليك المكوث في غرفة مظلمة لمدة ثلث ساعة ومن بعدها وضع جهاز مثل المسدس على عينك!
- وهناك الكثير من الفحصوات منها التصوير الطبوغرافي للعين.
ولكن لم يدم اسبوع إلا وإتصلوا علينا. قالوا إذا أردنا إجراء العملية، فإبمكاننا عملها بعد اسبوع. أي اقل من الموعد الذي قررنا عليه بكثير. وبدون تردد، وافقنا، مادام الأمر أتى منهم!
ذهبنا إلى المستشفى في الصباح الباكر. وبالطبع معنا مرافق ليعود بنا إلى الديار. لأن بعد إجراء العملية ستشعر بحرقان في العين أقلها ست ساعات. يعني تخيل جرح بسيط في أصبعك، فمابالها بعينك!
وصلنا للمستشفى بكل هدوء وبنفس مطمئنة. سلمنا على الدكتور. وقع علي الإختيار في بدأ العملية. قبل الدخول إلى غرفة العمليات، قطرتين مخدر لكلا العينين. ألبساني ثوب أخضر يلبس بالمقلوب وكأنني مجنون! ولا أنسى كيسة الرأس والقدمين المعقمتين. قبل الدخول ظهروا لي أشخاص جدد لما أراهما من قبل، ولن اراهما بعد ذلك لأنهم متلثمين. أسمعاني بنصائح قبل العملية. آخر رمقي قد نشف. دخلت غرفة العمليات. إستلقيت على السرير. وصل شخص أظنه أردني أو سوري لا أعرف عنه إلا إن عينيه حمراوتان بسبب قلة النوم! جاء الدكتور مسلماً علي مرة أخرى. وهنا قد بدأت العملية!
كانت العملية بسيطة وسهلة الشرح. قطع قشرة العين أو القرنية نصف دائرة. وضع القشرة على الجنب. ثم بعد ذلك يبدأ بالحرق. حتى ترى الدخان يخرج من عينك! وضع القطرات. بعدها إرجاع القشرة في محلها السابق. وبووووم إنتهت العملية!
وفي أثناء العملية، كان الدكتور يتحدث معي، وكأننا جالسين في مقهى، حتى يصرف عني الخوف. ولكن بحكم خبرة الدكتور في إجراء العملية، ومن شدة خوف إحدى المريضات، إغمي عليها أثناء العملية! يا للهوي! بعيد الشر عني.
بمجرد وقوفي في غرفة العمليات بدأت أشاهد كل شي بوضوح! الحمد لله إنها معجزة والله. ولكن لم أستطع النظر جيداً لأنني كنت أجد صعوبة في فتح عيني بسبب الحرقان. أعطاني الدكتور نظارة سوداة تغطي العين كله، فقط ألبسها عندما أخرج في النهار لمدة ثلاث أيام. والحرقان بدء زواله بعد سبع ساعات فقط أي في نفس اليوم.
ولكن حدث لي مشكلة بسيطة في عيني اليمنى. لا أرى إلا بياضاً خفيفاً. بعد مرور أسبوع، ذهبت إلى الدكتور وبعد الفحص تبين هناك وجود قطع صغيرة من المترسبات أثناء عملية الحرق. أعتبرها مثل الرماد. إزالتها سهلة جداً، بمجرد إدخال إبرة في العين وغسلها بالماء!
وفعلاً ذهبت لوحدي إلى المستشفى، بالمناسبة أنا بالأحساء والمستشفى بالخبر والمسافة بينهما ساعة ونصف الساعة، أجريت العملية بكل نجاح. ولكن خوفي من العملية الثانية كان أشد. كنت مشدود الأعصاب جداً لدرجة أتعب ظهري كثيراً. ورجعت إلى دياري بعين واحدة!
وهذا أنا الحمدلله أعيش بنعمة ربي عز وجل بنعمة البصر. ومن تلك الفوائد التي حرمت منها من قبل:
- بإستطاعتي النظر بزواية 180 درجة. حتى أستطيع حلق إبطي بكل سهولة!
- النوم بدون نظارة.
- السباحة بدونة نظارة وهذا شيء ممتع!
- مشاهدة التلفاز والسينما بدون نظارات متسخة.
- بإمكاني الأن إرتداء النظارات الشمسية ذات الماركات العالمية.
- أتعارك مع أي شخص دون الخوف من سقوط النظارة!
- الحفاظ على النعمة بدون أي شك.
إقرأ المزيد عن الليزك:
دمتم في عافية
16 التعليقات:
١:٢٠ م
علي فكرة لا تشبه كثيرا لمانجا التي رسمتها... و مبروك علي نجاح العملية. اتمني ان استجمع الشجاعة و اجريها، ولكني اخاف منها كثيرا، رغم ان اكثر اصدقائي اجروها و الحمدلله بنجاح...
٣:٢٨ م
لا تترد في إجراء العملية. صدقني راح ترتاح كثير في حياتك اليومية. أما على طاري المانجا... ورنا صورتك ونشوف الفرق.
صورتي هنا على الطاير وجايه بالعرض. والصورة مصورها بعد ما سبحنا في الألعاب المائية بالبحرين.
٤:٠٣ م
لا ادري لماذا، و لكن كل ما افكر في العملية اعتقد اني ساكون الواحد في المية اللي ما تنجح معاهم العملية...
٨:١٤ م
مبروك عليك العملية ألف مبروك، الحمد لله على نعمة البصر.
٤:٣١ ص
saudiaustralia: ثق بي بأن العملية مصيرها النجاح. وحط في بالك، من مميزات عملية الليزك إذا لم تنجح، فبإمكانك إعادتها أكثر من مرة، على حسب سماكة القرنية.
tsc02: البصر نعمه لا يعرف قيمتها الا اللي فاقدها!
١٠:٠١ ص
عادل؟
هل ما زلت ترى بعد هذه العملية؟؟
قطعوا القرنية؟ لا أتصور هذا في عقلي، الأمر بهذه السهولة؟ يظهر في الفيديو كأنهم يقشرون بطاطا و ليست قرنية عين.
الحمد لله على نعمة البصر،
في الواقع كنت أعتقد انه لو تم قطع القرنية فسيحدث سيلان من العين أو ستنفجر أو شيء كهذا :$
ألم يضعوا لك مخدر أم أنك كنت تستمتع بالأمر :)
غرفة العمليات يسودها صوت مفزع، كأنهم يوجهون مدافع رشاشة لرأسك و ليس أجهزة علاجية.
الحمد لله ان العملية تمت بنجاح، جدي رحمه الله توفي بسبب خطأ طبي أثناء إجراء عملية على العينن رحمه الله.
٥:٢٥ م
أخي محمد.. أنا لم أشاهد نفسي أثناء القطع. ولكن شاهدت عدة مشاهد عبر اليوتيوب ورأيت عدداً ليس بسيطاً خروج الدم أثناء القطع.
ولكن أزيدك معلومة جميلة بمناسبة القطع، بإمكان القاطع قطع شعره صغيرة بالطول أكثر من ثلاث مرات! تخيل مدى دقة الأجهزة الطبية! وبتأكيد لا يبدأون بالقطع والحرق إلا بعد التخدير الموضعي.
رحم الله جدك ورحم الله المؤمنين الأحياء منا والأموات.
٤:٣٧ ص
الحمد لله على سلامتك اخي عادل ..
هذا ابتلاء جديد من رب العالمين
ليرى هل تشكر أم تكفر ؟!
:)
٦:٣٧ ص
ماذا تقصد يا أهلاوي...؟ :)
سنكون من الشاكرين بإذن الله.
٩:٥١ ص
ماشاء الله مبروك العملية
بغيت استفسر عن تكاليف العملية لأني ناوي أعملها إن شاء الله ..
شكراً لك
٥:٢١ م
أخي هشام: طبعاً أجريت العملية قبل سنة والأسعار أعتقد في إزدياد.
الأسعار كانت:
مستشفى سعد التخصصي: 6500 ريال
المغربي للعيون: 7500 ريال
٧:١٧ م
المغربي للعيون
هل هو مستشفى مغربي ؟
١٠:٥٢ ص
أعتقد إن رئيس مستشفى مغربي هو سعودي الجنسية ومن جدة. قد أسسها عام 1955 بالسعودية وبالتحديد في جدة.
http://www.magrabihospitals.com/arabic/html/Overview/Chairman.php
١١:٣٦ ص
الف الف مبروك (ماشاء الله) مبروك على العملية
بغيت اسويها بس اخاف احس اني بكون اول شخص تتحول الاوان عندي ألوان فوسفورية مو الوان عادية بعد العملية...
على العموم الف مبروك وانشالله اسويها قريبا...
اعتقد اجمل شعور بكون لما تصحا من النوم وتشوف كل شي واضح!!
شكراً لك
١١:١٥ ص
الله يبارك فيك أختي رزان.. بس سالفة الألوان بعد العملية!! شنو قطاوة إحنا؟
المهم إن العملية ناجحة مائة بالمائة ماعدا نتيجة العملية هي التي تخوف بس.
٦:٥٤ م
انا توني ابحث عنها بالتفكير في تتفيذها بس فيني خوووف كبير وانا كل همي هل بخس بشي او عيني بتتحرك وقت العمليه ووكم يبغالي او وش راح تكون النتيجة على طول او بعد فتره او اذا بيكون في سلبيات بعدها
إرسال تعليق