أنا أعمل في شركة أرامكو السعودية والتي تعد من أكبر شركات البترول في العالم بسبب المخزون النفطي الهائل في مملكتي الحبيبة. وسأكمل بعد شهرين إن شاء الله السنة التاسعة من سنوات الخدمة. نعم مرت تلك السنوات بشتائها وبصيفها، بصيامها وبعيدها، بعرس الأحبة وبوفاة الأعزة. وكل هذا بسبب عملي الذي يمتلكني في ثلاث فترات، صباحاً ومساءاً وليلاً. العمل بهذه الفترات ليس متعباً إلى ذلك الحد عندما يكون 8 ساعات عمل. ولكن سيكون ضربٌ من الجنون والنفسية والعصبية إذا ألزم علينا العمل 12 ساعة يومياً. نعم وفي رمضان!
وبما إننا نمر الأن في شهر رمضان، قامت الشركة بدءاً من العام الفائت - مشكورة وما قصرت - بتوفير لنا بوفيه مفتوح للفطور والسحور يومياً خلال شهر رمضان، تخيل كنا قبل ذلك نأتي بحاجيات الفطور من المأكولات والأواني وبعدها نقوم بالطبخ والنفخ حتى يحين الفطور ونأكل مالذ وطاب من تحت أيدينا منهياً كل ذلك بكأسٍ من اللبن أو بعصير من الفيمتو اللذيذ. وبعدما تنتفخ المعدة من مقاس 37 إلى 42، يبدأ العمل الحقيقي، هههههه، نعم غسيل الصحون بالطبع :) هذه كانت يومياتنا في رمضان. يضيع دوام العمل 8 ساعات هباءاً منثورا. والمكائن تشتغل ببركة من الله وبحوله. هذا ليس إهمالاً ولكن هذا ناتج من حرص الإدارة على توفير سبل الراحة ورفع في إنتاجية الموظف كما هو الحاصل في معامل جوجل، الله يرحم.
اليوم، وأنا افطر، تذكرت موظفاً متقاعداً قبل سنة تقريباً. أبو عباس، كان من أفضل الموظفين إخلاصاً بالعمل على الإطلاق، والكل يشهد على ذلك. تخيل من حرصه للعمل، يعرف كم برغياً في المكائن، وروي كذلك بأنه ولد تحت إحدى المكائن.
المهم قبل أن يتقاعد صاحبنا هذا، أعطاني قطعة جريدة أخبار صغيرة، وهمس في إذني اليمنى: "إنقل ما في الورقة في رسالة إلكترونية وإرسلها إلى كل الموظفين". لم يرسلها بنفسه لأنه أُميٌ إلكتروني. سأنقل لكم ما كتب.
EMAIL to foremen All supervisors & Employees
العنوان
إستقالة مقبولة ومبروكة بإذن الله
إلى جميع الموظفين في ارامكو. عبد رب الأمير يسلم عليكم جميعاً ويودعكم الوداع الأخير علماً بأن آخر يوم عمل له 31/7/2007م وسوف يتم تسليم البطاقات لدائرة السكرتية في 1/8/2007م والإنتظار لإستلام محصول خدمة 25 سنة شيكات الحقوق مع الإدخار ودمتم والسلام.
user name: haizeaa
password: 822103700
وبهذا يتم إستغناء عن موظف قدير في أكبر شركة بترولية!
4 التعليقات:
١:٥٤ ص
سلام ..................
أنها حادثة غريبة!!! لأماذا وقف هذا الشخص عن ألاسال هذه الرسالة من قبل. لكن هذه الأحداث سوف تترك لك ذكريات جميلة جدا قد ترويها لأحفادك. أداء ممتاز للكتابة .
شكرا
١١:٥٣ ص
حبيبي عبدالحميد، شكراً لمرورك، ترى مافهمت شي من تعليقك :)
أرجو التوضيح.
٩:٤١ ص
في الحقيقة لم أقرأ ما كتب إلا الأسطر الأولى
ولاحظت كلمة "إنشاء الله"
الله هو اللذي يُنشئ ولا ينشأ تعالى الله عن ذلك.. أعلم أنك لم تقصد هذا
أخي هي تكتب هكذا "إن شاء الله"
١١:٠١ ص
مشكور أخي... في الحقيقة أنا معتاد على كتابتها "إنشاء الله".. أما الأن سأجري مسحاً على كل مواضيعي بحثاً عن هذا الخطأ.
أشكرك على هذه النصيحة، وبعنف :)
إرسال تعليق