خان، عامل نظافة بنغالي من الدرجة الأولى. أعطاه الله العلم والفهم في كل شي. كلمة "لا أعرف" مشطوبة من قاموسه حتى ظننت أن الله تعالى علمه الأسماء كلها.
بالأمس طلبت منه إحضار "بان كيك" من المطعم الوحيد في المنطقة والذي شيّد خارج مبنى الشركة. لأول مرة قالها: إيش بان كيك؟ صار له أكثر من سنتين في توصيل طلبات الموظفين دون أن تمر عليه تلك الكلمة. فشرحت له بشكل مبسط: سيم سيم خبز. فبانت أضراسه من تحت شنباته الكثيفه: أها، أنا في معلوم.
ثم سكت قليلاً: إنت يبغى أبيض أو بر؟
تقصد هل سنفطر أم ماذا؟، رددت عليه وعلامات التعجب تتطاير حول رأسي.
في هذه الحالة إستعنت بالسيد جوجل ليريه صورة من ذاك الطبق المزعوم. ففهم والحمدلله.
وفي اليوم التالي، أشتهت نفسي طبق شبيه بالبان كيك "وافل"، فأختصرت عليه الشرح وأظهرت له صورة من ذاك الطبق الشهي. أخذ القلم وكتبها حرفياً "وافل" بلغته الأم. وقبل أن يحظرها، شكّلت بيدي قطعة مربعة: معلوم زبدة؟ باتر؟ فرد سريعاً: إييييييي معلوم. إذن هاك ٥٠ ريال، وبذلك إنصرف خان بدراجته الهوائية إلى المطعم.
مرت نصف ساعة، حينها كنت أتخيل الوافل والزبدة تسيح في وسطها طيلة إنتظاري. دخل خان الغرفة على عجل حاملاً البضاعة في كيس وردي مربوط بإحكام، وضعها على طاولتي فشكرته بإبتسامه عامرة وأنا قائم.
لم يتملكني الصبر لأحل الكيس، أخذت أمزقها حتى وضعت الطبق بين يدي: أوه… واو… طبقتين من الوافل! كم أنت كريم يا خان. وماذا بينهما! بيض؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. خيراً رأيت على أن أرى خبزاً.
وماذا أحضرت بالكيس يا خان؟ قطعتين من جبنة كيري؟ لماذا؟!!
أيوه، هازا إنت في كلام زبدة، رد عليّ بحزم وثقة.
لم أعاتبه على شيء، ردَّ لي بقية نقودي ثم إنصرف بعدما أخذ قسمته من التوصيل.
نصيحة إن كنت ستتعامل مع بنغالي، لا تطلب إلا المألوف، أقصد هنا سندويتش بيض بالجبن بدلاً من بان كيك، ولا تبالغ في الفلسفة، أعني ما الحاجة في الزبدة؟ إطلب ملعقة بدلاً من شوكة، أو كُلها بكلتا يديك!
وإن كان أمرك ذا أهمية كإصلاح مكيف أو دهن غرفتك الشخصية، فأبتعد عنهم قدر ما تستطيع.
4 التعليقات:
٢:٢٧ م
بنو اسيا اخي عادل هم عماد هذه الامة تخيل سعودية بدون اسيويين كيف سيكون الامر وكيف ستسير اعمالنا
لايمانعون من عمل اي شيء يطلب منهم اذا علموا انه بمقابل مادي وكما قلت الغوا من قاموسهم كلمة لا اعرف وكما ترى بسبب ذلك انظر الى معظم البقالات والورش والمقاهي اما نحن فمكانك سر ولن ننتبه الى خطورة الوضع الا حينما نجدهم يسيرون الشركات ونحن نعمل تحت حسابهم وقد بدأ بعضهم الان فهم يديرون المحلات التجارية بعمالة سعودية ولله الحمد
٨:٣٦ م
nice story man. I always say this, if you really want something, you will get it.
sorry I can't write in Arabic because I am at work lol
٢:٠٣ ص
أكرمك الله
أتابع المدونة الشيقة
١٢:١٩ م
ما حك جلدك مثل ظفرك
إرسال تعليق